شوق الدرويش – حمور زيادة

Hussein Book Reviews


22447885منذ أن قرأت موسم الهجرة إلى الشمال وجدت في الأدب السوداني عمقًا وسحرًا لا يقل عن عمق وسحر تلك البلاد الخصيبة الغامضة الغنية بالتاريخ والخرافة والحياة.

ترصد الرواية في مزيج من الصوفية والواقعية والتاريخ حقبة الثورة المهدية وصراع السلطة في السودان بين المصريين والترك والدراويش الثائرين الحالمين بوهم المهدي وحكم العالم باسم الدين، الخيوط قوية ومتماسكة والشخصيات غنية، بين الدرويش الزنجي الذي يفر من عبودية إلى عبودية ومن رق الحرب إلى رق العشق وبين الراهبة اليونانية الباحثة عن نفسها وعن الرب.

لا يمكن للقارئ ألا يرى ذلك التشابه بين الحركة المهدية منذ قرن وربع وبين حركات الإرهاب الديني المعاصرة (داعش وبوكو حرام وفروعهما)، لا يمكن أن يتكرر الأمر لحد التطابق من قبيل المصادفة، نفس الحشود الهادرة من المؤمنين الباحثين عن الشهادة وعن فتح العالم وقتال الكفار وسبي النساء (بدءا بقتال المسلمين أنفسهم في كل مرة) مدفوعين يقين صلب بأن ماهم عليه هو الحق المطلق ومن عداهم مجرد كفار وأن خلاص العالم من الشرور والظلم آت لا محالة على أسنّة رماحهم، فإذا هم لا يزيدون العالم إلا شرورًا وظلمًا ولا يصبحون إلا طغاة جدد كما كان سابقوهم، وهذا ما يلخصه الكاتب على لسان المجاهد في جيش المهدي بعد أن أرهقه الدم:

“يا مهدي الله، لماذا صرتَ تركيًا؟”

وفي حواره مع شيخه:

“- تعبت من الدم يا عمي الشيخ

– الإيمان اختبار يا ولدي

– فرط الإيمان يكاد يودي بي إلى الكفر!”

goodreads-reviews

4387 Total Views 3 Views Today
Husseinشوق الدرويش – حمور زيادة