رسالة رائعة من العلامة الشيخ يوسف القرضاوي إلى كل من يتصدى للفتوى للمسلمين في أي مكان من العالم .. يحيي الشيخ مبدأ فقهي قديم يقول بجواز تغير الفتوى والأحكام الفقهية بتغير المكان أو الزمان أو العرف أو الحال ويضيف إليها ستة موجبات أخرى لتغير الفتوى هي تغير المعلومات – تغير حاجات الناس – تغير قدرات الناس وإمكاناتهم – تغير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية – تغير الرأي والفكر – عموم البلوى.
ويبرز الشيخ آراء فقهية شديدة الرقي وشديدة القرب من واقع المجتمعات المعاصرة سواء في البلاد الإسلامية أو الأقليات المسلمة في الغرب ويوضح كيف تؤثر هذه المتغيرات على الفتوى ومنها فتاوى للشيخ القرضاوي نفسه غيرها بتغير الظروف.
أجمل ما في الكتاب لغته البسيطة والمركزة دون استطراد أو تفصيل خارج السياق.
من أجمل ما كتب الشيخ القرضاوي في هذا الكتاب: “إن كثيراً من المشايخ أو العلماء يعيشون في الكتب ولا يعيشون في الواقع، بل هم غائبون عن فقه الواقع أو قل: فقه الواقع غائب عنهم، لأنهم لم يقرءوا كتاب الحياة كما قرءوا كتب الأقدمين، ولهذا تأتي فتواهم وكأنها خارجة من المقابر!”.