الرواية بشكل عام جيدة وأهم ما يميزها هو الموضوع الشائك الذي خاض فيه الكاتب بشجاعة وهو قضية “اليهود المصريين” بعيدا عن الصورة النمطية (stereotype) المتأصلة في الأدب والفن العربي عموما عن شخصية اليهودي، اليهود هنا نماذج إنسانية متعددة، شخصيات تتعايش مع مجتمعاتها المختلفة، تعشق وتعمل وتنجح وتفشل، تعاني الاضطهاد وتخاف من الحرب وتهيم في بقاع الأرض بحثا عن ملاذ آمن وتنفطر قلوبها حزنا على فراق الوطن وتحلم بوطن يكونون فيه الأغلبية.
عالم الإسكندرية في الأربعينات عالم ساحر، حين كانت مدينة “متروبوليتانية” تتعايش فيها مختلف الجنسيات والأديان والأعراق، حين كانت الملاذ الآمن للباحثين عن التسامح والحياة الهادئة بل والثروة أيضا.
يحسب للكاتب أن عمره صغير (مواليد 1987) ولكن يعيب الرواية كثرة الأخطاء الإملائية والنحوية التي يصل بعضها لدرجة الخطأ الفادح مثل “الذكرى الثانوية للثورة”، بل أن الأخطاء الإملائية طالت اسم الكاتب نفسه على الغلاف، وكذلك بعض المعلومات الخاطئة (مقابر اليهود مثلا ليست في الشاطبي ولكن في الأزاريطة، وسيدني ليست عاصمة أستراليا)، كما يحتاج الكاتب لتطوير أسلوب السرد والتراكيب اللغوية وعدم التكرار في وصف الأماكن والمباني.