أسد: أتشتم رجلًا هو من صحب رسول الله، وقد بشره بالجنة؟ فأبشر أنت بنار سقر
سعيد: لا بل رجل لما آل إليه الحكم انفرد به حتى استأثر، فزيف قاعدة الشورى، وخالف نصًا في القرآن، قاتل جدي وهو يصلي لما اعترض على رأيه
أسد: قد كان يشاورنا في الأمر
سعيد: ليستكمل أبهة الحكم !! أنتم آفتنا الكبرى، كنتم شكلًا للشورى، وكان رضاكم يسبقكم، لم تُفتح أفواهكم أبدًا إلا لتقولوا نعم.
————-
الحسين: كل هذا! لا سليمان ولا قارون قد شاهد هذا المال كله
كل هذا وبلاد الله قد فاضت بأبناء السبيل
كم من جياع شاهدوا قافلة المال وما يدخل أفواههم إلا غبار القافلة.
————-
زينب: إن هذا لقضاء الله فينا .. ما عسانا نستطيع
فإن لم يفنَ من يُلقي على الأيام نورًا فلماذا خلق الله الشموع؟
————-
زينب: ذهبوا وقد فسد الزمان ولم يعد في الأرض إلا بعض أشباه الرجال!
————-
زينب: إن كان كذّبك الرجال فلا ملام ولا عتاب
خانوا العهود وتلك شيمتهم جزاؤهم بها يوم الحساب
فاذهب بنا لنعيش في كهف بعيد
كالفتية الأبرار حين تبجّح الزيف المعربد
كيلا نرى الوجه الكذوب ولا ابتسامات المنافق
كيلا نرى البهتان يعبث فوق أشلاء الحقائق
ماذا عسى يجدي الإباء اليوم في سوق الإماء؟
وبأي أسلحة تذود عن الحقيقة في مواجهة الألوف الدارعين؟
والصدق مغترب وحيد لا يصدقه أحد
والحق منبوذ مشرد.
————-
الحسين: إنني أعرف أن الحق مصلوب على باب المدينة
وحواريوه من ذعرهم لا يندبونه
إنهم تحت ظلال الشوك يبكون ولكن ينكرونه
إنني أعرف ما يغشى النجوم
عندما تزحف أرتال السحاب الجهم في الليل البهيم
إنني أعرف أن الشمس ما عادت تنير
عندما تعمى قلوب في الصدور .. مثلما تعمى العيون
إنني أعرف أن الرجل الباسل لا يعطي الدنية
في خيار بين ذل العيش أو عز المنية
إنني أعرف أن الزيف قد أصبح سلطان الجميع
فاتكٌ يغزو وما من قلعة تثبت دونه
مهّد الخوف له الأرض وأغراه الخنوع
ملك مستهتر يثخن في الأرض .. ومن يثخن فيهم يعبدونه
تاجه الغدر .. وأسراه الدموع!
————-
الحسين: أنا الشهيد هنا على طول الزمان .. أنا الشهيد
فلتنصبوا جسد الشهيد هناك في وسط العراء
ليكون رمزًا داميًا للموت من أجل الحقيقة والعدالة والإباء
قطراته الحمراء تسرح فوق أطباق السحب
كي تصبغ الأفق الملبّد بالعداء .. ببعض ألوان الإخاء
طوبى لأبناء الحقيقة أدركوا أن الإباء هو الطريق إلى النجاة
وتذكروني دائمًا
فلتذكروني كلما استشرت طواغيت الظلام
وإذا عدت كسف الجوارح فوق أسراب الحمام
وإذا طغت نُوَب الحروب على نداءات السلام
وإذا تمطى الوحش في الحقل الندي يلوك أحشاء الصغار
وإذا طغت قطع الغمام على وضاءات النهار
وإذا مشى الفقهاء مخذولين .. يلتمسون عطف الحاكمين
وإذا انزوى العلماء خوفًا من صياح الجاهلين
وإذا أوى الضعفاء للأحلام يقتاتون بالأمل الحزين
وإذا دجا ليل الخطايا .. وإذا تبجحت الدنايا
وإذا الفضائل أصبحت خرساء عاجزة .. وصوت الشر صدّاح مبين!
————-
الحسين: يا لهذا الهول كلّه!
كيف تقوى الأرض على حملٍ كهذا وهي لم تندكّ بعد؟
يا لهذا الليل يستلقي على صدري بثقله
كل هذا الروع يا ربي ولم تسقط على الأرض السماء؟
كل هذا يا إلهي ويظل القمر الباهر يُلقي بالضياء؟
ونسيم الليل يسري .. والنجوم الزرق تلمع .. وتظل الشمس تسطع؟
يا إلهي كل هذا الدم والناس عطاش؟
آه يا ضيعة من عاش لكي يبكي كل الأصدقاء
آه يا وحدة من مات محبّوه .. وعاش!