لا أذكر أني انتهيت من قراءة رواية بهذا الحجم (حوالي 400 صفحة) في ليلتين فقط، الرواية ممتعة ومشوقة إلى أقصى حد لكنها تحتاج لقارئ قوي القلب وواسع الخيال، يمتاز أسلوب المؤلف بإيقاع “سينمائي” سريع ولغة غير متكلفة تطابق ما نتحدث به اليوم وتنتقل بسلاسة بين الحوارات العامية إلى السرد بلغة فصحى بليغة لا تجعل الملل يتسرب إليك ولا تترك لك فرصة لتفقد تركيزك، جائت الحوارات بين الشخصيات مركزة قصيرة المقاطع بدون “مونولوجات” طويلة وبدون استرسال في السرد خارج السياق ولا تركيز إلا على ما هو في صلب الأحداث.
المهم أيضا في الرواية هو الجهد الواضح جدا الذي بذله المؤلف في البحث والدراسة لعلم الطب النفسي حيث جاءت المصطلحات علمية وسليمة حتى أني يبحثت عن بعضها للتأكد فوجدتها صحيحة لدرجة تجعلك تشك أن الكاتب في الأصل طبيب (وهو ليس كذلك).
تمنحك هذه الرواية جرعة كبيرة من الخيال رغم قسوتها في بعض المراحل ولا يمكنك التنبؤ بما سيحدث في الصفحة التالية بل يصعب عليك تصديق ما تقرؤه بالفعل، سأبحث بالتأكيد عن روايات أخرى للكاتب.