هذه المناظرة نموذج واضح للخلل العميق في العقل العربي، بداية من كاتب المقدمة والهوامش المجهول (لا يوجد على غلاف الكتاب أو بداخله إشارة صريحة لاسم كاتب المقدمة والهوامش، ربما يكون هو الإعلامي القطري الذي أدار المناظرة) الذي يتدخل بفجاجة ليعلق على حديث أحد الطرفين ليثبت وجهة نظر معينة ليست في سياق المناظرة أصلا ولم يتح للطرف المتحدث الرد عليها، أنا أعتبر هذا التصرف تدليس صريح وخيانة لأمانة نقل وقائع المناظرة.
أما عن طرفي المناظرة فواضح جدا لي أن أحد الطرفين يبحث عن “الحقيقة” ويتبع مناهج تفكير منطقية بينما الطرف الآخر (رغم وجاهة رأيه في مواضع كثيرة) يبحث عن “النصر” ليس فقط على الطرف المقابل ولكن على العدو الأكبر المتربص به وبالإسلام (ولا أعرف تحديدا من هو هذا العدو !!!).
يظهر الفارق في “منهج التفكير” مثلا في تعريف د. فؤاد زكريا لكلمتي “أزمة” و”عقل” فيما يقارب 3 صفحات حيث أن هذا هو موضوع المناظرة، بينما د. عمارة يعرفهما كالتالي:
“الأزمة: هي الشدة والضيق التي تعطل القدرات – العقل: ليس عضوا ماديا وإنما هو ملكة وهبها الله الإنسان” .. يا سلام !!!
إذن الدكتور عمارة لم يأت ليناقش موضوع المناظرة وإنما ليبارز “العالمانيين” الذين يحاربون الإسلام ويقدسون المادية الغربية وغير ذلك مما وصفه د. فؤاد زكريا بأنهم “أعداء تفصيل” من وحي خيال الدكتور عمارة.
أزمة العقل العربي – مناظرة بين د. محمد عمارة و د. فؤاد زكريا
5198 Total Views 3 Views Today