يتناول الكتاب بشكل مفصل تاريخ ما يسميه باللاهوت العربي وهو العقيدة المتعلقة بالله سبحانه وتعالى وصفاته وعلاقته بالإنسان وأشكال هذا اللاهوت الذي تطور مع السنين منذ بدأ طرح المسألة في التوراة ثم الرؤية المسيحية ثم الرؤية الإسلامية وكذلك تطور الآراء المخالفة للمعتقدات الأصولية عن الله في الديانات الثلاث التي يعتبرها الكاتب تجليات ثلاثة متعاقبة لدين واحد .. كذلك يتعرض لأصول الإشكالية التاريخية بين السياسة والدين والتي تستلزم دخول العنف كطرف أساسي فيصبح كما يقول الكاتب: “الدين سياسياً وعنيفاً والسياسة دينية وعنيفة والعنف سياسي وديني” ..
من وجهة نظري الكتاب عميق ويستحق القراءة باهتمام وتركيز ويستدعي التفكير فيما أورده الكاتب من وقائع تاريخية ونصو
ص مقدسة بعضها صادم ولكنه مثبت ومن وجهات نظر قابلة للمناقشة والاختلاف، وكما يقول الكاتب في التنويه الذي يسبق المقدمة: “لم يوضع هذا الكتاب للقارئ الكسول، ولا لأولئك الذين أدمنوا تلقي الإجابات الجاهزة عن الأسئلة المعتادة، وهو في نهاية الأمر كتاب، قد لا يقدم ولا يؤخر”. وأكمل أنا من عندي: قد لا يقدم ولا يؤخر ولكنه بالتأكيد يدعو للتفكير.
ملحوظة: يلفت النظر في هذا الكتاب استخدام الكاتب لمصطلحات أكاديمية بعضها صعب وربما هي مصطلحات معروفة في علم الفلسفة ولكنها مبهمة بالنسبة للقارئ العادي مثلي، مثلاً مصطلحات مثل: “إهليليجياً” – “ترنسندنتالي” – “فينومينولوجي” لم أستطع فهم ما تعنيه بينما مصطلحات أخرى مثل “ثيولوجي” – “كريستولوجي” – “هرطقة” – “اللوجوس” – “أرثوذكسي” – “مونوثيلية” – “الناسوت” وضحها الكاتب في سياق النص وأصبحت قابلة للفهم.