ساحرة وعميقة هذه الرواية، ساحرة بقدر سحر ألف ليلة وليلة، وعميقة بقدر عمق نجيب محفوظ، شخصيات وفيرة وغنية وعلاقات متشابكة وعالم غامض يتأرجح بين الواقع والخيال وبين المعقول واللا معقول بسلاسة متناهية، يبحر نجيب محفوظ هنا في النفس الإنسانية وما فيها من خير وشر، من زهد وطمع، من شهوة وتقوى، من عقل وجنون، من شك ويقين، يثبت أنه ليس هناك خير مطلق ولا شر مطلق ولا أحد يملك الحق وحده، خلاصة القصة الفلسفية في آخر فقرة منها:
“من غيرة الحق أن لم يجعل لأحد إليه طريقا، ولم يؤيس أحدا من الوصول إليه، وترك الخلق في مفاوز التحير يركضون، وفي بحار الظن يغرقون، فمن ظن أنه واصل فاصله، ومن ظن أنه فاصل منّاه، فلا وصول إليه ولا مهرب عنه، ولابد منه“
4118 Total Views 1 Views Today