دراسة جريئة ومهمة لقضية من أهم قضايا مصر المعاصرة، صحيح أن الموضوع ديني ولكنه يؤثر بشكل رئيسي على استقرار أو عدم استقرار المجتمع في بلد متعددة العقائد مثل مصر.
يؤصل الكتاب لفكرة المساواة بين المواطنين في الدولة الحديثة من منطلق مساواة الله عز وجل بين خلقه في الحقوق الأساسية، ويحاول التأريخ لجذور التفرقة الدينية داخل الدولة الإسلامية ويرجعها في أغلب الأحوال لمؤامرات خارجية عبر العصور تستهدف هزيمة الدولة الإسلامية عن طريق استمالة الأقلية غير المسلمة، يبدو التأريخ منطقياً وإن لم تستهوني فكرة نظرية المؤامرة.
ثم يستعرض الكاتب بعض القضايا الشائكة مثل “الجزية” ويشرح أسباب انتفاء تطبيقها في الدولة المعاصرة ثم يفند ما يسمى بـ”الشروط العمرية” بأسلوب منطقي هادئ.
الباب الأخير هو الأهم في رأيي ويستعرض فيه شبهات حول الإسلام بخصوص انتشاره بالسيف وفكرة القتال والجهاد والسلام في الإسلام ثم قراءة في بعض النصوص المقدسة من القرآن والسنة التي شاعت في سياق مناقشة قضية الجهاد والعلاقة مع غير المسلمين وقضية “دار الحرب” في الإسلام.